بمعنى ان يكون الهم كله .. في كل مناحي الحياة .. هو طلب رضا الملك جل جلاله .. ومن جعل الهموم همّا واحدا كفاه الله همّه.
فهذا أول ما يصح به مطالعتك لجنايتك .. بتعظيم الحق وتوقيره .. فإذا عرفت الله حق معرفته .. بأسمائه وصفاته .. عرفت الله حق معرفته .. بتوحيد ألوهيته وتوحيد ربوبيته .. فإنه حين ذاك يعظم الله في قلبك .. ويقع وقاره في قلبك .. فإذا وقرت الله بقلبك .. عظمت عندك مخالفته .. لأن مخالفة العظيم ليست كمخالفة من دونه .. قال الله تعالى:{وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء، قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون}. [الأنعام: ٩١] وقال جل وعلا: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عمّا يشركون}[الزمر: ٦٧].
وقال سبحانه وتعالى:{وما قدروا الله حق قدره، إنّ الله لقوي عزيز}[الحج: ٧٤].
بعد أن تحداهم ربما جل جلاله في قوله:{يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا الذباب ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب}[الحج: ٧٣].
نعم إنك حين تقدر الله حق قدره .. وتعرف أنه أنزل الكتب .. وأرسل الرسل .. وشرع الشرائع .. وخلق الجنة والنار .. أمر أوامر ونهى عن نواه .. وألزم عباده أشياء .. حاكم بالعدل .. قائم بالقسط .. جل جلاله ..