ومنها .. أن المعاصي تمنع القلب من ترحله الى الآخرة فإنّ القلب لا يزال مشتتا .. مضيعا .. حتى يرحل من الدنيا وينزل بالآخرة فإذا نزل القلب في الآخرة جاءته فأقبلت إليه وفود التوفيق والعناية من كلّ جهة أما إذا لم يترحل الى الآخرة فالتعب والعناء والشتات والكسل والبطالة لازمة له لا محالة.
ومنها .. إعراض الله عنه: وإذا أعرض الله عن جهة أظلمت أرجاؤها ودارت بها النحوس .. فإذا أعرض العبد عن طاعة الله عز وجل واشتغل بمعاصيه أعرض الله عنه وإذا أعرض الله عنه أعرضت الملائكة عنه فحرم التوفيق والإعانة وخذل .. كما أنه إذا أقبل على الله. أقبل الله عليه:{إذ يوحي ربك الى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا، سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان}[الأنفال:١٢].
{إنّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تنزّل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}[فصّلت:٣٠].
ومنها .. أنّ الذنب يستدعي ذنبا ثانيا .. ثم يقوي أحدهما الآخر .. فيستدعيان ذنبا ثالثا ثم رابعا .. وهكذا .. حتى يستحكم الهلاك.
ومنها .. علمه بفوات ما هو أحب اليه وخير له من جنسها (يعني من جنس المعصية) وغير جنسها .. فإنّ الله لا يجمع للعبد أبدا لذة المحرمات ولذة الطاعات ..
فالمؤمن لا يذهب طيباته في الدنيا لذلك يخاطب الكافرون يوم القيامة {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا}[الأحقاف: ٢٠]