للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توبة نصوحا .. والسرور واللذة التي تحصل له .. فإنه لما تاب الى الله ففرح الله بتوبته أعقبه فرحا عظيما .. لذلك .. فإنك تجد التائب في منتهى السعادة .. في قمة الراحة .. في أعظم النشوة .. هذا عن التائب توبة نصوحا.

أما التائب بمجرد الكلام فهذا شيء آخر .. ليس عليه مدار الحديث هنا .. بالله عليك هل وجد أسعد حالا وأقرّ عينا من عبد لله لم يتعلق قلبه إلا بالله؟! .. يقوم الليل فيصلي ويناجي ربه .. ثم يصبح فيدخل المسجد ويجلس ليذكر ربه .. ثم يعود فينام هنيئا يتعبد بنومه يرجو الثواب بالنوم .. يقول ـ كمعاذ ـ أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي فأحتسب قومتي كما أحتسب نومتي" (١).

أهذا أمّن ليس في قلبه سوى المرأة والمال .. السيارة والعمارة .. الجار والجارة .. الصديق والصديقة .. والعشيق والعشيقة؟!! أيهما أسعد يا ترى؟! .. تفكروا أيها العقلاء .. أيهما أسعد .. ؟! رجل يقول: إلهي .. ربي .. سيدي، فيقول الله له: لبيك عبدي .. أم رجل قد تعلق قلبه بإمرأة تسومه سوء العذاب .. أو مال يرغم أنفه في التراب .. أو بالمنصب فذاق بسببه الوبال .. من السعيد .. ؟!! من السعيد حقا .. ؟!!

إن السعيد حقا هو الطائع لله.


(١) أخرجه البخاري ... (٤٣٤٢)، (٤٣٤٥) كتاب المغازي باب بعث أبي موسى ومعاذ الى اليمن قبل حجة الوداع.

<<  <   >  >>