للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا بد أن تعرف أيها التائب .. انك إنما أوتيت من قبل نفسك .. وبسبب متابعتك لهواك ..

لا بد أن تعرف أيها التائب .. إنك أوتيت من قبل غفلتك عن الله .. وعدم اعتصامك بحبله ..

ولا بد أن تعرف أيها التائب .. إنك إنما أتيت من قبل حسن ظنك بنفسك .. وعدم توبيخك لها عندما تأمرك بالسوء .. عندما استأسدت عليك ولم تردعها .. فظننت أن مكانك عند الله سبحانه وتعالى حال لمعصية .. هو حالك وأنت على الطاعة .. ولم تدر ساعتها هل يؤاخذ الحبيب بما لا يؤاخذ به غيره .. أم أنه يسامح بما لم يسامح فيه غيره ..

إنّ من يدخن ويظن أن السيجارة تهدئ أعصابه .. يدخله حسن الظن بالسيجارة وتنسيه نفسه أنه إذا أمسك المصحف فإنّ أعصابه .. وقلبه .. وشيطانه .. وكل ما فيه يهدأ .. تنسيه أن يذكر الله .. فإذا ذكر الله عصمه من شيطان غضبه. وأدخله في حصنه .. وذكره فيمن عنده .. فإذا نسي .. عندها يكله الله الى نفسه فتسوء خاتمته ..

لا بد أن تعرف يقينا بأن الله عندما وكلك لنفسك .. فهذا يسبب سقوطك من عينه فهل تقوى على أن تسقط من عين الله ..

أخي التائب .. إذا تبين لك ذلك .. وعرفت أنه في طاعة نفسك عطبك وهلاكك يوم ميعادك .. وان في عصيانها نجاتك في آخرتك ..

إذا عرفت أن نفسك قد اعتادت سلوك طريق هلكتها .. وألفت طول النفور والاشمئزاز عما يرضي ربك ومولاك ..

<<  <   >  >>