استطعت أن تستتر وتختبئ .. فتختبئ من أعضائك .. وتتوارى منها .. فافعل .. فإن لم تقدر فاترك المعصية خوفا من ذي الجلال جل جلاله ..
يا من يعاني مأساة الذنوب اختبئ من الله فلا يراك عليها .. فإن نسيت نظر الله وغلبتك شهوتك .. فأعمت عين بصيرتك .. فاختبئ من يدك التي تعصي .. إذا تحركت عينك للنظر فتذكر أنها ستشهد عليك يوم القيامة .. وإذا تحركت رجلك لتعصي فاعلم أنها وكل جوارحك عليك شهود يوم تلقى الله عز وجل ..
يا من يؤذي الناس بلسانه .. تذكر أن الله سميع .. يسمعك وسيحاسبك .. فإن نسيت الله .. فتذكر شهادة الجوارح عليك .. تذكر شهادة لسانك وأذنك ..
هنا إذا كملت عظمة الله في القلب منعته من المعصية .. إنّك تريد أن يوقرك الناس .. وأنت لا توقر الله .. كيف ذلك ... قال تعالى:{ما لكم لا ترجون لله وقارا}[نوح:١٣]، أي: لا تعاملونه معاملة من توقرونه .. والتوقير: هو التعظيم .. ومنه قوله تعالى:{وتعزّروه وتوقّروه}[الفتح:٩] قال الحسن: في تفسير قوله تعالى: {ما لكم لا ترجون لله وقارا}[نوح:١٣] أي: مالكم لا تعرفون لله حقا ولا تشكرونه ..
قال مجاهد: لا تبالون عظمة ربكم.
قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: لا ترون لله طاعة.
قال عبدالله بن عباس: أي لا تعرفون عظمة الله تعالى.
هذه المعاني ترجع كلها الى معنى واحد أنه لو عظموا الله وعرفوه .. أطاعوه وشكروه .. ولم يعصوه .. فطاعته سبحانه .. واجتناب معاصيه .. والحياء منه .. بحسب وقاره في القلب ..