للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة الأخرى واستماع العلم

وفيه مطلبان:

[المطلب الأول: فضل انتظار الصلاة بعد الصلاة]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه سلم: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ" (١).

قال أبو الوليد الباجي رحمه الله: وأما انتظار الصلاة بعد الصلاة فهو أن يصلي في جماعة ثم يجلس في مصلاه ينتظر الصلاة التي تليها. وقوله صلى الله عليه وسلم: "فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ" يعني أنه من الرباط المُرَغَّب فيه؛ لأنه قد ربط نفسه على هذا العمل وحبس نفسه عليه، ويحتمل قوله صلى الله عليه وسلم:


(١) رواه مسلم (٦٤٩).

<<  <   >  >>