للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: فضل إقامة حلقات القرآن في المسجد والجلوس فيها]

إن الذين يجلسون في حلقات التحفيظ مساءً ـ طلابًا ومعلمين ـ يكادون ينفردون بالأجر المذكور في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً" (١). إذ قلَّ أنْ يجلس أحد من بعد صلاة العصر إلى قُبيل المغرب إلا هم. وحلقات التحفيظ عمومًا فيها فضائل كثيرة، وأجور عظيمة، منها ما ورد في الأدلة التالية:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ. وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ؛ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ" (٢). قال النووي رحمه الله:


(١) رواه أبو داود (٣٦٦٧) وأحمد (٢٢١٨٥) بنحوه. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (٤٦٥)، والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين رقم (١٠٦).
(٢) رواه مسلم (٢٦٩٩).

<<  <   >  >>