للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث

الأذكار المشروعة بعد الصلاة وثوابهن

[تمهيد]

قال النووي رحمه الله: أجمع العلماء على استحباب الذكر بعد الصلاة، وجاءت فيه أحاديثُ كثيرةٌ صحيحةٌ في أنواعٍ منه متعددةٍ" (١).

عن عُقْبَةَ بن عامر رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ، فَقَالَ: "ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ" (٢). فكونهم عجبوا من سرعته، فيه دليل على أنه كان صلى الله عليه وسلم من عادته أن يجلس بعد الصلاة فيقرأ الأذكار، ولذلك لما عجبوا من سرعته رجع وبيَّن لهم سبب سرعته ـ

فائدة/ قال ابن حجر رحمه الله: قوله: (يحبسني) أي: يشغلني التفكر فيه عن


(١) كتاب الأذكار (ص/ ١٤١).
(٢) رواه البخاري (٨٥١).

<<  <   >  >>