في النص يسعى دائمًا وراء القرائن اللفظية والمعنوية والحالية ليرى أيّ المعاني المتعددة لهذا المبنى هو المقصود, ومن هنا نرى التفاضل بين المعربين للجملة الواحدة.
والكشف عن العلاقات السياقية "أو التعليق كما يسميه عبد القاهر" هو الغاية من الإعراب, فإذا طلب إلينا مثلًا أن نعرب جملة مثل: "ضرب زيد عمرًا" نظرنا في الكلمة الأولى "ضرب" فوجدناها قد جاءت على صيغة "فَعَلَ", ونحن نعلم أن هذه الصيغة تدل على الفعل الماضي سواء من حيث صورتها أو من حيث وقوفها بإزاء "يَفْعَلُ وافْعَل", فهي تندرج تحت قسم أكبر من بين أقسام الكلم يسمَّى "الفعل". ومن هنا نبادر إلى القول بأن: "ضرب فعل ماضي", ثم ننظر بعد ذلك في زيد فنلاحظ ما يأتي:
١- أنه ينتمي إلى مبنى الاسم "قرينة الصيغة".
٢- أنه مرفوع "قرينة العلامة الإعرابية".
٣- أن العلاقة بينه وبين الفعل الماضي هي علاقة الإسناد "قرينة التعليق".
٤- أنه ينتمي إلى رتبة التأخر "قرينة الرتبة".
٥- أن تأخره عن الفعل رتبة محفوظة "قرينة الترتبة".
٦- أن الفعل معه مبني للمعلوم "قرينة الصيغة".
٧- أن الفعل معه مسند إلى المفرد الغائب -وهذا إسناده مع الاسم الظاهر دائمًا- "قرينة المطابقة". وبسبب كل هذه القرائن نصل إلى أن "زيد" هو الفاعل, ثم ننظر بعد ذلك في "عمرًا" ونلاحظ:
١- أنه ينتمي إلى مبنى الاسم "قرينة الصيغة".
٢- أنه منصوب "قرينة العلامة الإعرابية".
٣- أن العلاقة بينه وبين الفعل هي علاقة التعدية "قرينة التعليق".
٤- أن رتبته من كل من الفعل والفاعل هي رتبة التأخر "قرينة الرتبة".
٥- أن هذه الرتبة غير محفوظة "قرينة الرتبة".