من تقاليد العرف الخاص في استعماله يجعلني أفضِّل للدلالة على ما يشمل معاني الحروف والإضافة مصطلح "النسبة". يقول الأشموني في باب الاستثناء١:"وإنما لم تعمل "أي "إلا" الجر؛ لأن عمل الجر بحروف تضيف معاني الأفعال إلى الأسماء وتنسبها إليها، و"إلّا" ليست كذلك، فإنها لا تنسب إلى الاسم الذي بعدها شيئًا، بل تخرجه من هذه النسبة", وأود أن أشير هنا بصفة خاصة إلى الكلمات الآتية:
تضيف - تنسب - تخرج - النسبة.
فهي تذكرنا بقرائن "الإضافة" "وهي داخلة في النسبة"، و"الإخراج" "وقد سبق الكلام عنها تحت عنوان التخصيص"، و"النسبة" وهي القرائن التي نتكلم في تفصيلها هنا.
وحروف الجر حتى في اصطلاح النحاة القدماء "أدوات تعليق", ومن عباراتهم المشهورة قولهم: "والجار والمجرور متعلق"، فكلمة "متعلق" هنا تفيد أن النحاة كانوا حريصين على شرح ما تفيده معاني الجر "أي القرائن المعنوية المفهومة من حروف النسبة" من تعليق, على أن التعلق بين الجار والمجرور وبين ما تعلق به إنما يكون بمعنى الحدث لا بمعنى الزمن, فإذا قلنا: جلس زيد على الكرسي, فإن الكرسي تعلق بالجلوس بواسطة حرف الجر, ولم يتعلق بالمضي كما يتضح من الشكل الآتي.
جلس زيد على الكرسي
اسكنر
= مضى = جلوس
والجملة بهذا تعني: مضى جلوس زيد على الكرسي, فلا صلة للكرسي بالمضي, وإنما تقوم الصلة بينه وبين الجلوس, وأما العلاقة المباشرة للمضي فهي بالجلوس؛ لأن معنى الفعل يشتمل عليهما جميعًا.