نخلص من كل ما تقدَّم من كلام في الزمن النحوي إلى النتائج الآتية:
١- الأزمنة في اللغة العربية الفصحى ثلاثة, ولكنها تتفرع عند اعتبار الجهة إلى ستة عشر زمنًا نحويًّا كما رأينا من قبل, وكما يبدو من الجدول الذي تراه أدنى هذا الكلام.
٢- تظهر الفروق الزمنية الدقيقة في الجمل الخبرية الثلاث "الإثبات والنفي والتأكيد", وتظهر كذلك في جملة الاستفهام من الجمل الإنشائية, فهذه الجمل تشتمل على الزمن الماضي معبرًا عنه بصيغة فعل أو صيغة يفعل, كما تشتمل على الحال والاستقبال, أما بقية الجمل العربية فلا تحتمل إلّا الحال والاستقبال فقط.
٣- يبدو أن استعمال صيغة "يفعل" للدلالة على الماضي مقصور على أسلوب النفي, سواء أكان هذا النفي في الخبر أم في الاستفهام.
٤- ويبدو أيضًا أن استعمال صيغة "فعل" بمعنى الحال أو الاستقبال إنما يكون في التحضيض والتمني والترجي والدعاء والشرط.
٥- تأتي تعبيرات الجهة "التي تتفرع الأزمنة على أساسها ستة عشر فرعًا كما ذكرنا" بواسطة إضافة الأدوات الحرفية والنواسخ إلى الأفعال, وذلك مثل: قد والسين وسوف واللام ونون التوكيد وما ولا ولم ولما ولن وإن وأخواتها وكان وأخواتها وكاد وأخواتها, فهذه كلها عناصر لإفادة الجهة المحددة لمعنى الزمن.
٦- أما الظروف الزمانية وما بمعناها من الأسماء ونحوها, فهي تخصص الزمن النحوي عن طريق معنى الاحتواء للحدث الواحد, أو معنى الاقتران للحدثين, وذلك عندما يعبر بالصيغة الواحدة عن أزمنة مختلفة كالحال والاستقبال, فيدل "الآن" مثلًا على الحال, ويدل "غدًا" على الاستقبال.
٧- كما تلعب القرينة المقالية دورها تحديد الزمن "بواسطة استخدام الظروف الزمانية مثلًا" تلعب القرينة الحالية دورًا مشابهًا في تحديد الزمن أيضًا بواسطة المعلومات الخارجية المستمدة من التاريخ أو الجغرافيا أو نحوهما.