والكبير، ولا يُراعون حرمة لطفل ولا لامرأة، وقد يُحدثون التفجير في بيوت الله.
وهذا من أوضح الأمور على بُعدهم عن الحق.
وذلك أنهم اتَّبعوا أهواءهم، وتركوا التَّعَلُّم، واتخذوا رءوسًا جهالًا لهم؛ فسألوهم؛ فأفتوهم بغير علم؛ فضلوا وأضلوا.
وقد عَمل هؤلاء على إسقاط كل العلماء، وهذا كفعل أسلافهم قديمًا، وتأمل قصة مناظرة ابن عباس -رضي الله عنه- ما للخوارج حيث جاءهم في أحسن ما يكون من حُلَل اليمن، فعابوا عليه لبسه هذه الحُلَّة، فقال لهم: ما تَعِيبون عليَّ؟! لقد رأيت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسنَ ما يكون من الحُلَل، ونزلت:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}[الأعراف: ٣٢].
وقال لهم: أتيتُكم من عند أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ المهاجرين والأنصار، ومِن عند ابن عمِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وصهره، وعليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأوِيله منكم، وليس فيكم منهم أحدٌ؛ لأبلغكم ما يقولون، وأبلغهم ما تقولون.
فناظرهم، فرجع منهم عشرون ألفًا، وبقي منهم أربعة آلاف؛ فقُتِلُوا على ضلالتهم؛ قتَلَهم المهاجرون والأنصار (١).
فالطعن في العلماء معروف عند هؤلاء قديمًا أيضًا، كما قال عبد الله بن سلمة الحضرمي: «سمعتُ عمرو بن عبيد يقول: لو شهد عندي عليٌّ، وطلحة، والزبير، وعثمان، على شِراك نَعل، ما أجزتُ
(١) أخرجه النسائي في «الكبرى» (٨٥٢٢) بنحوه، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (٢/ ١٦٤)، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، ووافَقَه الذهبي، وصحَّحه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٦/ ٢٣٩ - ٢٤١).