ذكر هذين الصنفين، والشيطان عدو الإنسان لا يدخل عليه إلا من أحد هذين البابين؛ إمَّا باب الشهوات المحرمة، وهذه تتسلط على الإرادة. وإما من باب شبهات الضلال، وهذه تتسلط على الفكر والنَّظر.
فإذًا نخلص من هذه النصوص إلى أن الباطل مجموع الأمرين: مجموع الفكر والنظر ومجموع الإرادة والعمل.
وقد لخَّص لك السلف هذه الحقائق بقولهم:«الإيمان قول وعمل».
ومعنى قولهم:«قول» أي علم وعمل؛ فعلم يجعل الإنسان يُميز بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وبالتالي يعرف الإيمان؛ فيقوم به، ويعرف الكفر ليجتنبه. وعمل وهو الجانب الإرادي.
ولذلك وأنت تدرس العقيدة يجب أن تعلم أنها تقوم على مجموع الأمرين، وهذا ما تميز به منهج السلف؛ فقد اعتنى بكلا الجانبين (العلم والعمل)؛ فاعتنى بمجموع الأمرين في هذا الباطن الذي هو في الحقيقة بصلاحه يصلح أمر الإنسان كله؛ لأنه متى ما صلح الباطن صلح الظاهر، واستقامت الجوارح بناءً على استقامة هذا الباطن؛ فضلًا عن أن هذا هو المقصود بعلم العقيدة.
وهاك بعض الأمثلة كتطبيقات على ما تقدم: كيف تكون مؤمنًا بالله تعالى؟
لا تكون مؤمنًا بالله تعالى حتى تعرف الله، وهذا جانب علمي. وحتى تعبد الله، وهذا جانب عملي.
وإيمانك بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يصح حتى تصدق به، وهذا جانب علمي. وحتى تتبعه، وهذا جانب عملي.
وكذلك القرآن وهو إما أخبار وإما أوامر؛ فحق الأخبار أن