للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بصيرًا

قريبًا، إن الذي تَدْعون أقرَبُ إلى أحدِكم من عُنُق راحِلَتِه». مُتَّفقٌ عليه.

وقوله: «إنَّكم ستَرَوْنَ ربَّكم كما تَرَوْنَ القمَر ليلةَ البَدْر، لا تضامُّون في رُؤْيته؛ فإن استَطَعْتم أنْ لا تُغلَبوا على صلاةٍ قبل طُلوع الشمس وصلاةٍ قبل غُروبها، فافْعَلوا»، مُتَّفقٌ عليه. إلى أمثال هذه الأحاديث التي يُخبر فيها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربِّه بما يُخبِر به».

الشرح

بعد أن ذكر المصنف رحمه الله أنه لا عُدُولَ لأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عن سبيل المُرسلين، ومن ذلك: أنَّهم يَصفون الله سبحانه وتعالى بما وصف به نفسه في كتابه؛ ثم دَلَّل على ذلك بأمثلةٍ كثيرة من القرآن- بَيَّنَ بعد ذلك أنه لا عدول لأهل السنة والجماعة كذلك عن وصف الله تعالى بما وصفه به نبيه -صلى الله عليه وسلم- في سُنَّته؛ إذ السُّنَّةُ تُفَسِّرُ الْقُرآنَ وتُبَيِّنُهُ، وتَدُلُّ عَلَيْهِ، وتُعَبِّرُ عَنْهُ.

ثم أورد جملةً من الأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ الَّتِي تَلَقَّاهَا أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْقَبُولِ، وفيها بعض صفاتِ ربِّنا جل وعلا؛ لذا وَجَبَ الإيمَانُ بِهَا، على ما هو معتقد السلف في ذلك.

والقول الصَّحيح المشهور الذي عليه جمهور أهل السنة: هو أن المقصود بالسلف الصالح هم القرون الثلاثة المفضلة الذين شهد لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخيرية، حيث قال: «خيرُ القرون القرن الذي بُعثت فيهم، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يَلونهم» (١)، فالسَّلف الصَّالح هم الصحابة والتَّابعون وتابعو التَّابعين، وكلُّ مَنْ سلك سبيلهم وسار على نَهجهم فهو سلفيٌّ نسبة إليهم.


(١) متفق عليه: أخرجه البخاري (٥/ ١٩٩)، (١١/ ٤٦٠)، ومسلم (٧/ ١٨٤، ١٨٥).

<<  <   >  >>