للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمعنى الاسم كالحياة والعلم؛ فإن صدق المشتق -أي الاسم كالعليم- مستلزم لصدق المشتق منه -أي الصفة كالعلم-، وذلك محال عندهم.

ب ـ ولأنه إذا سمي بهذه الأسماء فهي مما يسمى به غيره. والله منزه عن مشابهة الغير (١).

فهؤلاء المعطلة المحضة -نفاة الأسماء- يسمون من سمى الله بأسمائه الحسنى مشبهاً، فيقولون: إذا قلنا حي عليم فقد شبهناه بغيره من الأحياء العالمين؛ وكذلك إذا قلنا هو سميع بصير فقد شبهناه بالإنسان السميع البصير، وإذا قلنا رؤوف رحيم فقد شبهناه بالنبي الرؤوف الرحيم، بل قالوا إذا قلنا إنه موجود فقد شبهناه بسائر الموجودات لاشتراكهما في مسمى الموجود (٢).

وهذا المسلك ينسب لجهم بن صفوان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((جهم كان ينكر أسماء الله تعالى فلا يسميه شيئاً لا حياً ولا غير ذلك إلا على سبيل المجاز)) (٣).

وهو كذلك قول ابن سينا وأمثاله (٤).

٢ ـ وأما أصحاب المسلك الثاني: فقد زادوا في الغلو فقالوا لا يسمى بإثبات ولا نفي، ولا يقال موجود ولا لا موجود، ولا حي ولا لا حي؛ لأن في الإثبات تشبيها بالموجودات وفي النفي تشيبها له بالمعدومات، وكل ذلك تشبيه (٥).


(١) انظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٣٥، ٣/ ١٠٠)، ودرء تعارض العقل والنقل (٣/ ٣٦٧)، والصفدية (١/ ٨٨ - ٨٩ - ٩٦ - ٩٧).
(٢) منهاج السنة (٢/ ٥٢٣، ٥٢٤).
(٣) مجموع الفتاوى (١٢/ ٣١١).
(٤) الصفدية (١/ ٢٩٩ - ٣٠٠).
(٥) مجموع الفتاوى (٦/ ٣٥، ٣/ ١٠٠).

<<  <   >  >>