للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربما يجن ويذهب إلى المارستان، ويحلق لحيته، وله أشياء من هذا النمط التي لا يجوز الاقتداء به فيها، وإن كان معذورا أو مأجورا، فإن العبد لو أراد أن يقول: ((لا إله إلا الله))، ومات قبل كمالها لم يضره ذلك شيئا، إذ الأعمال بالنيات، بل يكتب له ما نواه. وربما غلا بعضهم في ذلك حتى يجعلوا ذكر الاسم المفرد للخاصة، وذكر الكلمة التامة للعامة، وربما قال بعضهم: ((لا إله إلا الله)) للمؤمنين، و ((الله)) للعارفين، و ((هو)) للمحققين، وربما اقتصر أحدهم في خلوته أو في جماعته على ((الله، الله، الله)) أو على ((هو)) أو ((يا هو)) و ((لا هو إلا هو)).

وربما ذكر بعض المصنفين في الطريق تعظيم ذلك. واستدل عليه تارة بوجد، وتارة برأي، وتارة بنقل مكذوب، كما يروي بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لقن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقول: ((الله، الله، الله)). فقالها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا، ثم أمر عليا فقالها ثلاثا. وهذا حديث موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، وإنما كان تلقين النبي صلى الله عليه وسلم للذكر المأثور عنه، ورأس الذكر ((لا إله إلا الله)) وهي الكلمة التي عرضها على عمه أبي طالب حين الموت ((وقال: يا عم قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله)) (١)، وقال: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت إلا وجد روحه لها روحا)) (٢)،


(١) رواه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب (٧/ ١٩٣ ح ٣٨٨٤)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت حديث رقم ٣٩، والإمام أحمد (٥/ ٤٣٣).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (١/ ٢٧، ٣٨)، وابن ماجه في سننه كتاب الأدب، باب فضل لا إله إلا الله حديث رقم ٣٧٩٥، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع برقم ٢٤٨٨.

<<  <   >  >>