للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسوغ الذكر بالاسم المفرد، لأن المراد منه أنه لا يبقى في الأرض من يوحد الله توحيدا حقيقيا، ويعبده عبادة صادقة كما جاء مفسرا في الحديث الآخر: ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله)) (١) وسنده صحيح، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولا عن أحد من القرون المشهود لها بالفضل أنهم ذكروا الله بالاسم المفرد لأن الذكر ثناء والثناء لا يكون إلا بجملة مفيدة يحسن السكوت عليها فيا خيبة من يقول إن توحيد العوام لا إله إلا الله و توحيد الخواص الله الله.

ويسميه بعضهم أعني لفظ الجلالة الاسم الذاتي، كما كتب بذلك محمود حسن وهو من مشايخ جماعة التبليغ إلى الشيخ فتح الدين (لائلفور) في رسالة يقول فيها: (( … وقل لزوجتك أن تقرأ الاسم الذاتي أي الله أربعة آلاف مرة في كل يوم وليلة في أوقات مختلفة)) (٢).

فرد عليه بدعته هذه العلامة محمد تقي الدين الهلالي قائلا: (( … واقتصاره على ذكر اسم الجلالة مفردا بدعة ضلالة، وذكر اسم الجلالة (الله) كلمة واحدة دون أن تتألف منها جملة بدعة ضلالة، وليس بكلام في أي لغة؛ لأن السنة جاءت أن يذكر الله تعالى بكلام له معنى، والكلمة الواحدة لا معنى لها؛ فالحمد لله ذكر له معنى؛ لأنه مؤلف من مبتدأ وخبر، ولا إله إلا الله ذكر له معنى


(١) رواه الإمام أحمد في المسند (٣/ ١٦٢) من طريق عفان عن حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه مرفوعا.
(٢) بيس بري مسلمان (ص ٢٩٩ - ٣٠٠)، وانظر القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ (ص ١١٩).

<<  <   >  >>