للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأحبائهم، فأنس أنت بالله، وإذا ذهب الناسأ إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق، ويتوددون إليهم، فتودد أنت إلى الله (١).

ولذلك جاء في الحديث: «إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ. وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ» (٢).

• من الخصائص أنك إذا دعوت الله بالرحمن فقد وصفته بالرحمة وما وصفته بالقهر، وإذا دعوته بالعليم فقد وصفته بالعلم وما وصفته بالقدرة، وأما إذا قلت (يا الله)، فقد وصفته بجميع الصفات؛ لأن الإله لا يكون إلهًا إلا إذا كان موصوفًا بجميع هذه الصفات، فثأبت أن قولنا: (الله) قد حصلت له هذه الخاصية التي لم تحصل لسائر الأسماء (٣).

• من خصائص هذا الاسم أنه طريق مستقيم في وصول الخلق إلى الله سبحانه وتعالى، وأن جميع أسماء الله تعالى تحت حيطة هذا الاسم، فلا يمكن الوصول إلى اسم الله وكنهه إلا بطريق أسماء الله تعالى وصفاته (٤).

• من خصائص هذا الاسم الكريم سر أحديته في ذاته وتصرفه وحده في المخلوقات وإحاطته بها، والله من ورائها محيط، سر


(١) انظر الفوائد، لابن القيم (ص ١١٨).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه (٢٥١٦)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٢٥١٦).
(٣) انظر تفسير الرازي (١/ ٨٩).
(٤) كتاب فتح الله بخصائص اسم الله، للروحاني (١/ ١٦٠).

<<  <   >  >>