للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• الترجيح: وبعد عرض ما سبق، يترجح لنا أن قول من قال إن لفظ الجلالة مشتق (١) وإنه هو الصحيح، كما هو قول المحققين من أهل العلم، وأما قول القائلين بعدم اشتقاقه فمذهبهم مرجوح.

وعليه فإن أسماء الله مشتقة من صفاته أو أفعاله، فالاسم إذا أطلق جاز أن يؤخذ منه المصدر والفعل فيخبر به عنه فعلا ومصدرا؛ نحو (السميع والقدير) يطلق عليه منه السمع والقدرة ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ}، {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}، هذا إن كان الفعل متعدياً.

أما إن كان الفعل لازما، فإنه يطلق عليه منه الاسم والصفة دون الفعل، نحو الحي فإنه يثبت لله اسم الحي وصفة الحياة أما الإخبار بالفعل فلا يقال حيي (٢)، ولا يحق لأحد أن يشتق من الفعل أو من الصفة إسماً إلا ما ورد الشرع به لأن الأسماء توقيفية فلا نسمي الله إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم

فإذا ثبت الاسم بالنص علمنا أنه مشتق من الصفة والفعل أو من الصفة فقط (٣) والله أعلم.


(١) قال العلامة الكافيجي: ((إن اشتقاق لفظ الله من أله أو من وله من الاشتقاق الكبير لما بين الحروف من التناسب ويصلح أن يكون صغيراً)) انتهى. انظر: أنوار السعادة (ق ٤)، والمزهر للسيوطي (١/ ٣٤٥).
(٢) انظر: بدائع الفوائد (١/ ١٧، ١٦٢)، وشفاء العليل (ص ٥٦٦) ومدارج السالكين (١/ ٢٨).
(٣) وانظر: اختلاف الناس في اشتقاق أسماء الله في معنى كتاب معنى لا إله إلا الله للزركشي ص ١٤١ - ١٤٥، وفتح الباري لابن حجر (١١/ ٢٢٦).

<<  <   >  >>