أحد أو جهل عليك؛ فقل: إني صائم)) رواه ابن خزيمة، والقرآن الكريم يُذكّر المسلم ثمرة الصيام بقوله:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة: ١٨٣).
وقد يحسب الإنسان أن السفر إلى البقاع المقدسة الذي كُلِّف به المستطيع، واعتبر من فرائض الإسلام على بعض أتباعه، يحسب الإنسان هذا السفر رحلة مجردة من المعاني الخلقية، ومثلًا لما قد تحتويه الأديان أحيانًا من تعبُّدات غيبية، وهذا خطأ؛ إذ يقول الله تعالى في الحديث عن هذه الشعيرة:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}(البقرة: ١٩٧).
هذا العرض المجمل لبعض العبادات التي اشتُهر بها الإسلام عُرفت على أنها أركانه الأصيلة، نستبين منه متانة الأواصر التي تربط الدين بالخلق، إنها عبادات متباينة في جوهرها ومظهرها، ولكنها تلتقي عند الغاية التي رسمها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوله:((إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) فالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وما أشبه هذه الطاعات من تعاليم الإسلام، هي مدارج الكمال المنشود، وروافد التطهر الذي يصون الحياة، ويُعلي شأنها، ولهذه السجايا الكريمة التي ترتبط بها، أو تنشأ عنها أعطيت منزلة كبيرة في دين الله، فإذا لم يستفد المرء منها ما يُزكي قلبه، وينقي لبَّه، ويهذب بالله ومن الناس صلته؛ فقد هوى قال الله -عز وجل:{إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى}(طه:٧٤: ٧٦).