يجزه الوضوء لأنه كان مترددًا في النية بلا ضرورة بخلاف ما إذا لم يظهر حدثه؛ فإنه يجزيه للضرورة، والقصد بها تمييز العبادة عن العادة، أو تمييز رتبة العبادة، ووقتها في وقت النية أول العبادات إلا في الصوم لعسر مراقبة الفجر امرئ بكسر الراء، وهي لغة القرآن الكريم معرب من وجهين؛ فإذا كان فيه ألف الوصل كان فيه ثلاث لغات، الأولى وهي لغة القرآن الكريم إعرابها على كل حال قال تعالى:{إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ}(النساء: ١٧٦)، وقال تعالى:{يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}(الأنفال: ٢٤) اللغة الثانية فتح الراء على كل حال امرأ يعني يقال امرءًا، الثالثة ضمها على كل حال أي ضم الراء؛ فإذا حذفت ألف الوصل قلت: هذا مرءٌ، وذاك مرءً ومررت بمرءٍ، وجمعه من غير لفظه، تقول: رجال أو قوم.
ثم ننتقل إلى الهجرة. ومعناها: فالهجرة هي الترك، والهجرة إلى الشيء الانتقال إليه عن غيره. وفي الشرع ترك ما نهى الله عنه.
وقد وقعت في الإسلام على وجهين الأول: الانتقال من دار الخوف إلى دار الأمن، كما في هجرتي الحبشة الأولى، والثانية، وابتداء الهجرة من مكة إلى المدينة، الثاني الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان؛ وذلك بعد أن استقر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة، وهاجر إليه من أمكنه ذلك من المسلمين، وكانت الهجرة؛ إذ ذاك تختص بالانتقال إلى المدينة إلى أن فتحت مكة؛ فانقطع الاختصاص، وبقي عموم الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان لمن قدر عليه باقيه والهجرة الاصطلاحية، والتي أريد بها المهاجرون في القرآن الكريم في قوله تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ}(التوبة: ١٠٠) المهاجرون هنا تعريف الهجرة بالنسبة لهم، ولمن جاء بعدهم إلى يوم القيامة هي الانتقال من مكة