إلى المدينة قبل فتح مكة. أما بعد فتح مكة فتكون هجرة لغة فقط؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((لا هجرة بعد الفتح -أي: لا هجرة اصطلاحية- ولكن جهاد ونية)) كما في الحديث ((وإذا استنفرتم فانفروا)).
وقد قسم بعض العلماء الهجرة إلى خمسة أقسام:
الأولى: الهجرة إلى الحبشة.
الثانية: الهجرة من مكة إلى المدينة.
الثالثة: هجرة القبائل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
الرابعة: هجرة من أسلم من أهل مكة.
الخامسة: هجرة ما نهى الله عنه.
وأضاف بعضهم ثلاثة أقسام أخرى:
أولها: الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة؛ فإن الصحابة هاجروا إليها مرتين.
الثانية: هجرة من كان مقيمًا ببلاد الكفر، ولا يقدر على إظهار الدين؛ فإنه يجب عليه أن يهاجر إلى دار الإسلام، كما صرح بذلك بعض العلماء.
الثالثة: الهجرة إلى الشام في آخر الزمان عند ظهور الفتن كما روى أبو داود من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:((ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم، وهاجر إبراهيم -عليه السلام- ويبقى في الأرض شرارُ أهلها)) جاء ذلك في (فتح الباري) في الجزء الأول ص٤٠ حكم الهجرة بعد فتح مكة، وتمكين الإسلام في الأرض.
أقول: بعد ما تمكن الإسلام من النفوس، وأصبح له دولة بالمدينة المنورة، وفتح الله مكة، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)) وعلى ذلك من