((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع ومسئول عن رعيته، والابن في مال أبيه راع ومسئول عن رعيته؛ ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته)).
إن القتل في سبيل الله يُكفر كل الذنوب والخطايا إلا الأمانة؛ فالشهيد الذي قاتل حتى قتل لو كان عنده أمانة فخانها لا تغفر له تلك الخيانة، بل يكب في النار، وتتمثل الأمانة في جهنم، ويكلفه الله أن يأتي بها، وبعد معاناة في النار يجدها في قعر جهنم فيأخذها على منكبيه ويريد أن يخرج بها، ولما يصل إلى أعلى النار تسقط منه فيهوي ليأتي بها، وهكذا يظل يتردد في نار جهنم.
روى الإمام أحمد في (مسنده) بسنده عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة، قال: "يؤتى بالعبد يوم القيامة؛ وإن قتل في سبيل الله فيقال له: أد أمانتك، فيقول: أي رب كيف وقد ذهبت الدنيا؟ فيقال: انطلقوا به إلى الهاوية وتمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه فيراها فيعرفها، فيهوي في إثرها حتى يدركها، فيحملها على منكبيه حتى إذا ظن أنه خارج ذلت عن منكبيه - يعني: وقعت - إلى قعر جهنم، فهو يهوي في إثرها أبد الآبدين، ثم قال: الصلاة أمانة، والوضوء أمانة، والوزن أمانة، والكيل أمانة؛ وأشياء عددها، وأشد ذلك الودائع)).
قال راوي الحديث عن ابن مسعود: فأتيت البراء بن عازب فقلت: ألا ترى إلى ما قال ابن مسعود؛ قال كذا، قال البراء: صدق؛ أما سمعت الله يقول:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}(النساء: ٥٨) إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعل خيانة