" سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول" أي: سمعت كلامه حال كونه يقول؛ فجملة يقول حال مبنية للمحذوف المقدر بكلام؛ لأن الذات لا تسمع.
وقال الأخفش: إذا عُلِّقَت سمعت بغير مسموع، كسمعت زيدًا يقول: فهي متعدية إلى مفعولين الثاني، منهما جملة جملة، يقول: وليس التعدي إلى مفعولين خاصًّا بباب أعطيت، أو ظننت خلافًا لبعضهم، فقد ألحق بهما أفعال التعبير، وضرب مع المثل نحو قوله تعالى:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا}(النحل: ٧٥).
ورأى الحلمي لقوله تعالى:{إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}(يوسف: ٣٦) وأتى بيقول المضارع في رواية من ذكرها بعد مقال الماضي، إما حكاية لحال وقوع السماع، أو لإحضار ذلك في ذهن السامعين؛ تحقيقًا وتأكيدًا له، وإلا فالأصل: أن يقال: قال، كما جاء في رواية أخرى ليطابق سمعت.
بالنيات: الباء للمصاحبة أو السببية، ويظهر أثر ذلك في أن النية شرط، أو ركن، والراجح: أنها ركن في أول العبادة، ويشترط استصحابها إلى آخرها بأن تعرى عن المنافي.
إلى دنيا يصيبها: إلى حرف جر، ودنيا مجرورة بإلى، وعلامة الجر الكسرة منع من ظهورها التعذر، ويصيب فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم، والهاء ضمير ضمير مفعول به يعود على دنيا يصيبها جملة في موضع جر صفة لدنيا؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه هذه الجملة جواب الشرط في قوله "فمن".
سبب ورود هذا الحديث.
وقد اشتهر أن سبب ورود هذا الحديث قصة مهاجر، أم قيس المروية في (المعجم الكبير) للطبراني بإسناد رجاله ثقات من رواية الأعمش، وغيره ولفظه عن أبي