وائل عن ابن مسعود، قال: كان فينا رجل خطب امرأةً يقال لها: أم قيس فأبت أن تتزوجه، حتى يهاجر؛ فهاجر فتزوجها، قال: فكنا نسميه مهاجر أم قيس.
وذكر أبو الخطاب ابن دحية: أن اسم المرأة قيلة، وأما الرجل: فلم يذكره أحد ممن صنف في الصحابة وما قيل إن اسمه حاطب لم يثبت وهذا السبب. وإن كان خاص المورد لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
منزلة هذا الحديث بين الأحاديث:
اعلم: أن هذا الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام. قال أبو داود: يكفي الإنسان لدينِهِ أربعة أحاديث:
١ - ((الأعمال بالنية)).
٢ - من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
٣ - ((ولا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه))، ((والحلال بين والحرام بين)) وذكره غيره غيرَ هذه الأحاديث؛ فبعضهم جعل حديث:((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) من هذه الأحاديث، وبعضهم جعل حديث:((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد ما في يدِ الناس يحبك الناس)) واحدًا من هذه الأحاديث الأربعة.
وقال الشافعي وأحمد: إن هذا الحديث يدخل فيه ثلث العلم. قال البيهقي موضحًا ذلك: إذ كسب العبد إما بقلبه، أو بلسانه أو ببقية جوارحه والنية هي عمل القلب فهي تقوم بالثلث وعن الشافعي أيضًا أنه يدخل فيه نصف العلم ووجهه بأن للدين ظاهرًا وباطنًا. والنية: متعلقة بالباطن، والعمل هو الظاهر؛ وأيضًا فالنية عبودية بالقلب، والعمل عبودية بالجوارح.