قيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ قال:((نعم)) قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال:((لا)).
وهذه ال إ جابات تشير إلى ما أسلفنا بيانه من نوازع الضعف والنقص التي تخامر بعض الناس ثم يتغلبون عليهاعندما يواجهون بالفريضة المحكمة أو الضريبة الحاسمة، وهي لا تعني أبدًا تسويغ البخل أو تهوين الجبن كيف؛ ومنع الزكاة وترك الجهاد بابان إلى الكفر، وكلما اتسع نطاق الضرر إذ كذبة يشيعها أفاق جريء كان الوزر عند الله أعظم؛ فالصحفي الذي ينشر على الألوف خبرًا باطل ً ا، والسياسي الذي ي ُ عطي الناس صورًا مقلوبة عن المسائل الكبرى، وذو الغرض الذي يتعمد سوق التهم إلى الكبراء من الرجال والنساء؛ أولئك يرتكبون جرائم أشق على أصحابها وأسوأ عاقبة؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((رأيت الليلة رجلين أتياني قالا لي: الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يقول الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة)) رواه البخاري.
ومن هذا القبيل كذب الحكام على الشعوب فإن كذبة المنبر بلقاء مشهورة، وفي الحديث:((ثلاثة لا يدخلون الجنة؛ الشيخ الزاني، والإمام الكذاب، والعائل المزهو -أي الفقير المتكبر-)).
والكذب على دين الله من أقبح المنكرات، وأول ذلك نسبة شيء إلى الله أو إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- لم يقله، وهذا الضرب من الافتراء فاحش في حقيقته وخيم في نتيجته؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن كذبًا علي ليس ككذب على أحد؛ فمن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار)).
ويدخل في نطاق هذا الافتراء والتكذيب سائر ما ابتدعه الجهال وأقحموه على دين الله من محدثات لا أصل لها عدها العوام دينًا وما هي بدين، ولكنها لهو