للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} (طه: ١: ٧). وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (المجادلة: ٧)، وقال تعالى في سورة الأعلى: {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى * سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى} (الأعلى: ١: ٧).

وها هو الحديث النبوي الشريف يعلن عن هذه المراقبة، ويطالب المسلم أن يراقب ربه في كل وقت، وفي كل مكان عن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالِقِ الناسَ بخلق حسن)) رواه أحمد والترمذي والحاكم والبيهقي. قال ذلك السيوطي في كتابه (الجامع الصغير) الجزء الأول ص٨، وروى الطبراني وأبو نعيم في (الحلية) عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أفضل الإيمان أن تعلم أن الله شاهدك أو أن الله معك حيثما كنت)) رواه السيوطي في (الجامع الصغير) في الجزء الأول ص٤٩ وقال عنه: ضعيف إلا أن له الشاهد السابق. وهو قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((اتق الله حيثما كنت)) الحديث.

وحديث سؤال جبريل للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وعلاماتها. هذا الحديث يعرف بأنه أم السنة في إجابة النبي -صلى الله عليه وسلم- لسيدنا جبريل عن سؤاله عن الإحسان أعلن -صلى الله عليه وسلم- عن هذه المراقبة المطلوبة، وهي الشعور بأن الله مع الإنسان، وأنه مطلع عليه وأنه يراه في أي مكان كأن العبد يرى الله تعالى، فإن لم يكن العبد يرى الحق؛ فإن الحقَّ يرى العبد قال -عليه الصلاة والسلام-: ((لما سأله جبريل ما الإحسان يا محمد؟ قال له -عليه الصلاة والسلام-: أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه؛ فإنه يراك)) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

<<  <   >  >>