ثانيًا: على العبد أن يعلم بعد أن يوقين يقينًا لا يعتريه أدنى شك بأن الله مطلع عليه، عليه أن يعلم أن لله ملائكة كرامًا يكتبون ما يفعل، وما يقول وأن هذا الذي يكتب عليه سيظهر سجلًا يوم القيامة، ويكلف العبد بأن يقرأه بنفسه، قال تعالى:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}(الانفطار: ١٠: ١٢)، وفي سورة ق بين الحق -سبحانه وتعالى- أن العبد يكتب عليه كل شيء حتى القول كل ما يتلفظ به قال تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}(ق: ١٦: ١٨).
وبينت سورة الإسراء أن الإنسان تكتب عليه أعماله في كتاب سيقرؤه بنفسه قارئًا أو غير قارئ سيقرؤه يوم القيامة ليكون هو أول الشاهدين على نفسه بما فعله في الدنيا قال تعالى:{وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}(الإسراء: ١٣، ١٤).
ثالثًا: وبعد أن يعلم العبد بعلم الله بعمله، وتسجيله عليه عليه أن يوقن بأن الله تعالى سيحاسبه، وسيجازيه على عمله سيجازيه بالإحسان إحسانًا وبالإساءة سوءًا، وأنه بعد الحساب، إما الجنة، وإما النار، قال تعالى:{إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}(الانفطار: ١٣، ١٤).