وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((والذي نفسي بيده لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون، وإنها لجنة أبدًا، أو لنار أبدًا)) فإذا علم العبد أنه محاسب، وأنه مجازى على أعماله التي اطلع الله عليها، وسطرتها عليه الملائكة الكرام إذا أيقن من ذلك عمل لله وحده، وتخلص من الرياء والسمعة، وصار عمله خالصًا لله تعالى، خاصة عندما يتحلى بالصدق مع الله تعالى، وعدم الرياء.
من هنا كان الأمر الرابع البعد كل البعد عن الرياء والسمعة، وأن يعمل العبد لله وحده، وأن يعتقد اعتقادًا جازمًا يقينيًّا لا شائبة فيه؛ بأن الله تعالى لا يقبل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم، ويعلم بأن قليل الرياء شرك فيحذره، ويبتعد عنه، ولقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا من الرياء، وبيَّنَ -صلى الله عليه وسلم- أنه مبطلٌ للأعمال. قال -صلى الله عليه وسلم-: ((قليل الرياء شرك)) هذه الأمور التي ذكرتها هي أهم ما يجعل العبد مخلصًا لله تعالى فإذا تحقق العبد، وتخلق بهذه الأمور أخلص لله قوله وعمله؛ فإذا علم العبد أن الله مطلع عليه، ومراقب له، وأن كل عمل يعمله، أو يقوله مسطر عليه، وأن ذلك المكتوب سيحضره الله له يوم القيامة، ويقرؤه بنفسه، ثم يجازيه على هذه الأعمال إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًّا فشرًّا؛ وأدت هذه الأمور إلى ترك الرياء الذي يبطل الأعمال، وأخلص العبد لله تعالى في كل أموره، وكان صادقًا مع الله تعالى.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.