اضطر النقاد من مصلحي اليهود أنفسهم إلى الاعتراف بهذه الحقيقة، وأن التوراة قد حرفت، وقد أورد مذهبهم حاخام باريس وجوليان ويل في كتابه (اليهودية).
تحريف الإنجيل والإنجيل الذي نزل الله على عيسى -عليه السلام- هو مثل التوراة التي نزلت على موسى -عليه السلام- كلاهما كلام الله، وفي الإنجيل أيضًا هدى ونور، إلا أن الإنجيل أيضًا قد لحقه ما لحق التوراة من التحريف والتبديل والتغيير قال تعالى:{وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}(المائدة: ١٤، ١٥).
ويكفي لصحة التدليل على التحريف في الأناجيل المتداولة بأيدي النصارى الآن أنها أربعة، اختيرت من نحو سبعين إنجيلًا، وهذه الأناجيلُ تناولت الكتابة عن سيرة سيدنا عيسى -عليه السلام- ومؤلفوها معروفون وأسماؤهم مكتوبة عليها، وقد قَرَّرَ نقادُ المسيحيين أنفسهم أن عقائد الأناجيل هي رأي بولس دون سائر الحواريين، ودون أقرب الأقربين إلى عيسى -عليه السلام- وقد وجد في مكتبة أميرٍ من الأمراء في باريس نسخة من إنجيل برنابا، وقد طبعتُهُ مطبعة المنار بعد ترجمته إلى العربية وهو يخالف الأناجيل الأربعة مخالفةً كبيرة.
ثم قال الشيخ سيد سابق تحت عنوان:(معنى تصديق القرآن للكتب السابقة):وإذا كان التحريف في التوراة والإنجيل ثابتًا ثبوتًا حقيقيًّا لا ريب فيه بنص القرآن من جهة، وبالأدلة الحسية من جهة أخرى، فما معنى أن القرآن جاء مصدقًا لما تقدمه من الكتب الإلهية؟ أقول: معنى ذلك أن القرآن جاء مؤيدًا