للحق الذي ورد فيها، كما سبقت إليه الإشارة من عبادة الله وحده، والإيمان برسله والتصديق بالجزاء، ورعاية الحق والعدل، والتخلق بالأخلاق الصالحة، وهو في الوقت ذاته مهيمنًا عليها ومبينًا ما وقع فيها من أخطاء وأغلاط، وتحريف، وتصحيف، وتغيير، وتبديل.
وإذا انتفت هذه الأخطاء التي أدخلها رجال الدين على الكتب السماوية وزورها على الناس باسم الله ظهر الحق، واستبان، والتقى القرآن مع التوراة والإنجيل، قال تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}(المائدة: ٦٨) وإقامتها لا تتحقق إلا بعد تطهيرها من الزيف، والزيغ، والتحريف، والتصحيف، والتبديل.
وتحت عنوان "الطريق إلى الحقيقة" قال: إن من يبتغي الحق، ويريد الوصول إلى التعاليم الإلهية الصحيحة لا يجد أمامه غير القرآن الكريم؛ فهو الكتاب الذي حُفِظَت أصولُه، وسلِمَت تعاليمه، وتلقته الأمة عن محمد -صلى الله عليه وسلم- عن جبريل -عليه السلام- عن الله -عز وجل- الأمر الذي لم يتوفر لكتاب مثله وأنه الجامع لأسمى المبادئ، وأقوم المناهج وخير النظم، وأنه الحافل بكل ما يحتاج إليه البشر من حيث العقائد والعبادات والآداب والمعاملات، والنظم، وإنه الكفيل بِخَلْقِ الفرد الكامل والأسرة الفاضلة، والمجتمع الصالح، والحكومة العادلة، والكيان القوي الذي يقيم الحق والعدل، ويرفع الظلم، ويدفع العدوان، وأنه الوسيلة الوحيدة لتحقيق الخلافة في الأرض، ووراثة الأرض.