للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يمس غسلاً حتى يقتل بأخيه هرم بن ضمضم الذي قتله ورد بن حابس العبسي، فأقبل رجل من بني عبس يقال له ربيعة بن وهب الحارث بن عدي بن بجاد، وأمه امرأة من بني فزارة، يريد أخواله، فلقي حصين بن ضمضم فقتله بأخيه، فقال حيان بن حصن (١) أحد بني مخزوم بن مالك بن قطيعة بن عبس:

سالم الله من تبرأ من غي؟ ... ظٍ وولى أثامها يربوعا

قتلونا بعد المواثيق بالسح؟ ... (٢) م تراهن في الدماء كروعا

إن تعيدوا حرب القليب علينا ... تجدوا أمرنا أحذ جميعا فلما بلغ فزارة قتل حصين بن ضمضم ربيعة بن وهب غضبوا، وغضب حصن في قتل ابن اختهم، وفيما كان من عقد حصن لبني عبس، وغضبت بنو عبس فأرسل اليهم الحارث بابنه فقال: اللبن أحب إليكم أم انفسكم - يعني ابنه - يقول: إن شئتم فاقتلوه وان شئتم فالدية، قالوا: بل اللبن، فأرسل اليهم بمائة من الابل دية ربيعة بن وهب فقبلوا الدية وتموا على الصلح، فقال في ذلك شييم بن خويلد الفزاري (٣) :

حلت أمامة بطن التين فالرقما ... (٤) واحتل أهلك أرضاً تنبت الرتما

من ذات شك إلى الأعراج (٥) من إضمٍ ... وما تذكره من عاشق أمما

هم بعيد وشأو غير مؤتلف ... (٦) إلا بمزؤودة لا تشتكي السأما

أنضيتها من ضحاها أو عشيتها ... في مستتب يشق البيد والاكما


(١) النقائض: حصين.
(٢) السحم: الاسنة واحدها اسحم.
(٣) في طبعة الجوائب: شيتم؛ وعند ياقوت شتيم (انظر مادة بطن التين ١: ٦٦٥) .
(٤) الرتم: نوع من الشجر واحدته رتمة.
(٥) ياقوت (٣: ٣١١) الاجراع.
(٦) المزؤودة: الخائفة المرعوبة من ذكائها.

<<  <   >  >>