للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا ما أتيت بني مازنٍ ... فلا تسق فيهم ولا تغسل

فليتك لم تدع من مازن ... وليتك في البطن لم تحمل

وليت سنانك صنارة ... وليت قناتك من مغزل

ونيط بحقويك ذو زرنبٍ ... (١) جميش يوكل للفيشل

تجاوزت حمران من ساعةٍ ... (٢) وخلت قساساً من الحرمل

فمن مبلغ خلتي جابراً ... بأن خليلك لم يقتل

تخاطأت النبل أحشاءه ... وأخر يومي فلم يعجل

- ١٧ -

كان مرباع مالك بن حنظلة في الجاهلية في زمان صخر بن نهشل بن دارم لصخر، فقال له الحارث بن عمرو بن آكل المرار الكندي: هل أدلك يا صخر على غنيمة على أن لي خمسها، فقال له صخر: نعم، فدله على ناس من أهل اليمن، فأغار عليهم صخر بقومه فظفروا وغنموا، وملأ يديه من الغنائم وأيدي أصحابه؛ فلما انصرف قال له الحارث: أنجز حر ما وعد (٣) فأرسلها مثلا، فادار صخر قومه على أن يعطوه ما كان جعل للحارث فأبوا عليه ذلك، وفي طريقهم ثنية متضايقة يقال لها شجعات فلما دنا القوم منها سار صخر حتى وقف على رأس الثنية وقال: أزهت شجعات بما فيهن (٤) - وأزمت أي ضاقت - لا يجوزن أحد بذمة صخر، فأرسلها مثلاً. فقال حمرة بن ثعلبة بن جعفر بن يربوع: والله لا نعطيه شيئاً من


(١) الزرنب: ضرب من الطيب؛ وذو زرنب يعني به الفرج أي يتمنى أنه كان امرأة، والجميش: المحلوق.
(٢) حمران: اسم موضع؛ وقساس: جبل؛ والحرمل: نوع من الحب الصغير.
(٣) المثل في فصل المقال: ٨٥ والميداني ٢: ١٩٣ وجمهرة العسكري ١: ٣٠ والفاخر: ٤٩ والمستقصى ١٥٥ واللسان (نجز) والزاهر ٢: ٢٨٤ (عن المفضل) والعقد ٣: ٨٦ والوسيط: ٣٩.
(٤) المثل في فصل المقال: ٨٦ والميداني وجمهرة العسكري والفاخر والزاهر ٢: ٢٨٥؛ وفي رواية فصل المقال: " أوفت شجعات " وعند العسكري: " بما فيها ".

<<  <   >  >>