للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

همام بن مرة - وكان من أجبنهم (١) في نفسه فقال: اقطعها يا بني، فجعل يهم به، فقال أبوه: إذا هممت فافعل، فسمي هماماً، فقطعها همام، فلما رآها قد بانت قال: لو كنت منا حذوناك (٢) فأرسلها مثلاً.

- ٥١ -

أما قول الناس: أعز من كليب بن وائل (٣) ؛ فان كليب بن ربيعة بن الحارث ابن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن عثم بن تغلب بن وائل كان سيد ربيعة في زمانه، فكان الناس إذا حضروا المياه لم يسق أحد منهم إلا من سقاه، وإن بدا فأصابهم مطر لم يتحوض إنسان منهم حوضاً إلا ما فضل عن كليب، وكان يقول: اني قد أجرت صيد كذا وكذا فلا يصاد منها شيء قال معبد بن سعنة (٤) الضبي - كذا رواه المفضل، وهو الأسود ابن سعنة أخو معبد:

كفعل كليب كنت أخبرت أنه ... يخطط أكلاء المياه ويمنع

يجير على أفناء بكر بن وائل ... أرانب ضاحٍ والظباء فترتع فقيل أعز من كليب بن وائل، فذهبت عزته مثلاً.

وكان لكليب أخ يقال له امرؤ القيس بن ربيعة - وهو مهلهل - وعدي بن


(١) الميداني: من أجسرهم.
(٢) جمهرة العسكري ٢: ٢١١ والميداني ٢: ٨٢ والمستقصى: ٢٩٣؛ وحذوناك بمعنى أعطيناك؛ وهذا المثل يضربه الرجل يحزن على أثر ما فارقه، هذا ما قاله العسكري؛ أما الميداني فقال: لو كنت صحيحة جعلنا لك حذاء، يضرب لمن أهمل إكرامه لخصلة سوء تكون فيه؛ وتفسير الميداني اشبه بالصواب.
(٣) المثل في الدرة الفاخرة: ٣٠٠ والوسيط: ٤٦ وجمهرة العسكري ٢: ٦٥ والفاخر: ٩٣ والميداني ١: ٣٢٩ والمستقصى: ٩٩ والحيوان ١: ٣٢٠ وثمار القلوب: ٩٩ والأغاني ٥: ٢٩ وقصة كليب وحرب البسوس - على تباين في طولها - في النقائض: ٩٠٤ والأغاني ٥: ٢٩ (وقد جمع أبو الفرج رواية أبي عبيدة ورواية الكلبي ورواية المفضل، واختصر اللفظ) والحماسة وشرح البسامة: ١٠٩ والعقد ٥: ٢١٣ وابن الأثير: ١: ٥٢٣ وسرح العيون: ٩٢ والشريشي ٢: ٣٧١.
(٤) ضبط في اللسان والتاج بفتح السين.

<<  <   >  >>