للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زوجها الخطر الذي كانوا خاطروا عليه، وكان فيما ذكروا الخطر على أهل الرجل وماله.

- ٨٤ -

زعموا أن قوماً من العرب كانت لهم ماشية من إبل وغنم، فوقع فيها الموت فجعلت تموت فيأكل كلابهم من لحومها، فأخصبت وسمنت، فقيل: نعم كلب من بؤس أهله (١) ، فذهبت مثلاً.

- ٨٥ -

زعموا أن ناساً من العرب كانت لهم في مملكتهم شدة، فكلفوا أمة لهم طحيناً او عدوها إن لم تفرغ منه ضربوها، فطحنته، حتى إذا لم يبق إلا مالا بال به ضجرت فاختنقت حتى قتلت نفسها، فقيل كالطاحنة (٢) فذهبت مثلاً، يضرب للذي يكسل عن الأمر بعد اتضاحه.

- ٨٦ -

زعموا أن زهير بن جناب بن هبل الكلبي وفد عاشر عشرة من مضر وربيعة إلى امرىء القيس بن عمرو بن المنذر ابن ماء السماء فأكرمهم ونادمهم وأحسن إليهم، وأعطى لكل واحد منهم مائة من الابل، فغضب زهير فقال: قد تخرج الخمر من الضنين (٣) .

فغضب امرؤ القيس فقال: أو مني يا زهير؟ قال: ومنك، فغضب الملك


(١) المثل في جمهرة العسكري ٢: ٣٠٦ (وورد في أمثال اكثم ٢: ٢٦٥) والميداني ٢: ١٩٥ والحيوان ١: ٢٧١.
(٢) أورد الميداني ٢: ٧١ المثل: ((كالمختنقة على آخر طحينها)) وهو مشابه لما هنا؛ وفي الإكراه على الطحن أورد قولهم ((كارهاً يطحن كيسان ٢: ٧٤.
(٣) المثل في جمهرة العسكري ٢: ١٢٨ والميداني ٢: ٤٦.

<<  <   >  >>