للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ٦٨ -

زعموا أن النعمان بن المنذر اتخذ مجلساً قريباً من قصره بالحيرة، فجعل تحته طاقات وجصصة، فكان أبيض، وكان ذلك المجلس يسمى ضاحكاً لبياضه، وكان النعمان فرس يقال له اليحموم، وقد ذكرته العرب في أشعارها، قال لبيد بن ربيعي (١) :

لو كان شيء (٢) في الحياة مخلداً ... في الدهر أدركه أبو يكسوم

والحارثان كلاهما ومحرق ... والتبعان وفارس اليحموم وقال الأعشى (٣) :

ولا الملك النعمان يوم لقيته ... (٤) بنعمته يعطي القطوط ويأفق

ويجبى إليه السّيلحون ودونها ... صريفون في أنهارها والخورنق

ويأمر لليحموم كلّ عشيةٍ ... (٥) بقيت وتعليق فقد كاد يسنق وكان للنعمان أخ من الرضاعة من أهل هجر يقال له سعد القرقرة، وكان من أضحك الناس وأبطالهم، وكان يضحك النعمان ويعجبه، وسعد الذي يقول (٦) :

ليت شعري متى تخب بي النا ... قة نحو العذيب فالصيبون

محقباً زكرة وخبز رقائق ... (٧) وحباقاً وقطعة من نون فزعموا أن النعمان قعد في مجلسه ذات يوم ضاحكاً، فأتي بحمار وحش،


(١) شرح ديوان لبيد: ١٠٨.
(٢) الديوان: حي.
(٣) ديوان الأعشى: ١٤٦.
(٤) القطوط: الصكوك؛ يأفق: يفضل غيره.
(٥) يسنق: يبشم.
(٦) ينسبان لأعشى بكر، انظر معجم ياقوت (صيبون) وديوانه: ٢٦٠ ورسالة الغفران: ١٦٨.
(٧) الزكرة: وعاء الخمر؛ والحباق: جزرة البقل، والنون: السمك.

<<  <   >  >>