للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ان يحملوا قال بعضهم: يا حامل اذكر حلاً (١) ، فأرسلها مثلا (٢) .

- ٧٨ -

زعموا أنه لما غزا المنذر بن ماء السماء غزاته التي قتل فيها قطع به الحارث بن جبلة ملك غسان، وفي جيش المنذر رجل من بني حنيفة ثم أخذ بني سحيم يقال له شمر بن عمرو، كانت أمه من غسان، فخرج يتوصل بجيش المنذر، يريد أن يلحق بالحارث بن جبلة، فلما تدانوا سار حتى لحق بالحارث، فقال: أتاك ما لا تطيق، فما رأى ذلك الحارث ندب من أصحابه مائة رجل اختارهم رجلاً رجلاً ثم قال: انطلقوا غلى عسكر المنذر فاخبروه أنا ندين له ونعطيه حاجته، فادا رايتهم منه غرة فاحملوا عليه، ثم أمر لابنته حليمة بنت الحارث بمركن فيه خلوق، فقال: خلقيهم، فجعلت تخلقهم حتى مرَّ عليها فتى منهم يقال له لبيد بن عمرو، فذهبت لتخلقه، فلما دنت قبلها، فلطمته وبكت، أتت أباها فأخبرته قال: ويلك اسكتي فهو أرجاهم عندي ذكاء قلب، مضى القوم وشمر بنت عمر الحنفي حتى أتوا المنذر، فقالوا له: أتيناك من عند صاحبنا، وهو يدين لك ويعطيك حاجتك، فتباشر أهل عسكر المنذر بذلك وغفلوا بعض الغفلة، فحملوا على المنذر فقتلوه ومن كان حوله، فقيل: يوم حليمة بسر (٣) ، فذهبت مثلاً، قال النابغة وهو يمدح غسان (٤) :


(١) يروي أيضاً: ((يا عاقد ... )) انظر جمهرة العسكري ٢: ٤٢٧ (وورد في حكم اكثم بن صيفي ٢: ٢٦٦) والميداني ٢: ٢٤٧ والمستقصي: ٣٣١، فإذا قلت يا عاقد كان الجل مقابلاً؛ وإذا قلت يا حامل كان الحلول في امكان هو المقابل له. وانظر الخزانة ٣: ١٢٩.
(٢) إلى هذا المثل يشير أبو نواس بقوله:
يا عاقد القلب مني ... هلا تذكرت حلا (٣) المثل في جمهرة العسكري ٢: ٢٣٣ وفصل المقال: ١٢٧، ٤٨٦ والعقد ٣: ٩١ والميداني ٢: ١٥٠ وثمار القلوب: ٣١١ والمستقصي: ١٠٧ ودجيوان النابغة: ٤٥ واللسان (حلم) والخزانة ٢: ١١ والبعدري: ٣٨٥.
(٤) ديوان النابغة: ٤٤ - ٤٥.

<<  <   >  >>