للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يفرفره: أي يحركه برأسه ويقطعه. وقال مالك بن أسماء (١) :

هم سمنوا كلباً ليأكل بعضهم ... ولو ظفروا بالحزم لم يسمن الكلب (٢) وقال عوف بن الاحوص لقيس بن زهير العبسي (٣) :

أراني وقيساً كالمسمن كلبه ... فخدشه أنيابه وأظافره

- ٦٦ -

زعموا (٤) أن لقمان بن عاد جاور حياً من العمالقة، وهم عرب، فملأ عساً له لبنا، ثم قال لجارية له: انطلقي بهذا العس إلى سيد هذا الحي فأعطيه إياه وإياك أن تسالي عن اسمه واسم أبيه، فانطلقت حتى أتتهم، فإذا هم بين لاعب وعامل في ضيعته ومقبل على أمره، حتى مرت بثمانية نفر منهم عليهم وقار وسكينة، ولهم هيئة، فقامت تتفرس فيهم أيهم تعطي العس، فمرت بها أمة، فقالت لها جارية لقمان: إن مولاي أرسلني إلى سيد هذا الحي بهذا العس، ونهاني أن أسأل عن اسمه واسم أبيه، فقالت لها الأمة: إني واصفتهم لك فخذي أيهم شئت او ذري، وفيهم سيد الحي، فقالت الأمة: أما هذا فبيض مرض مرضة وقد أسنت القوم فعدل مرضه عندهم إسناتهم، وقد كانوا يريدون المسير فأقاموا عليه فأوسع الحي دقيقاً نفيضاً، ولحما غريضاً، ومسكا رفيضاً، وكساهم ثياباً بيضا. وأما هذا فحممة: غذاؤه في كل يوم بكرة سنمة، وبقرة شحمة، ونعجة كدمة؛ وأما هذا


(١) أورده العسكري ١: ٥٢٥ والفاخر.
(٢) العسكري: ما سمنوا الكلبا.
(٣) انظره في الميداني والفاخر.
(٤) انظر الدرة الفاخرة: ٤٣٧ وجمهرة العسكرس ٢: ٤٣٦ والميداني ٢: ٢٥٨ والمستقصي: ١٧٩ وكل هذه المصادر تتحدث عن أيسار لقمان بإيجاز شديد عند إيراد المثل ((أيسر من لقمان)) وتسمي هؤلاء الأيسار الثمانية وهم بيض وحممة وطفيل وذفافة (وزفافة) ومالك وفرزعة (وقزعة، وفرعة) وثميل وعمار.

<<  <   >  >>