للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ربيعة وكانت إبل كليب لا يسقى معها إبل حين ترد الماء حتى تصدر، وكان جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة، أمه الهالة (١) من بني عمرو بن سعد ابن زيد مناة بن تميم، وكانت أمها غنوية فجاورت امرأة من غني مع جساس بن مرة للخؤولة، فوردت ناقة للغنوية مع إبل كليب وهي عطشى فشرعت في الحوض، فرآها فانكرها فقال: ما هذه الناقة؟ قالوا: ناقة لجساس بن مرة من غني، فرماها بسهم فأصاب ضرعها، فندت إلى بيت الغنوية، فرأتها تسيل دماً، فأتت جساساً فصرخت إليه، قال: من فعل هذا بناقتك؟ قالت؟ كليب، فخرج هو وعمرو بن الحارث بن ذهل بن شيبان إلى كليب، فطعنه طعنة أثقلته، وزعموا أن عمرو بن الحارث أجهز عليه فقال كليب حين غشيه الموت لجساس: اغثني بشربة فقال (٢) : تجاوزت شبيثاً والأحص (٣) فأرسلها مثلاً - شبيث والأحص ماءان له.

زعموا أن اسم ناقة الغنوية البسوس فصارت مثلاً وقال الناس: أشأم من ناقة البسوس (٤) كذا قال المفضل، وإنما اسم الغنوية البسوس، واسم ناقتها سراب.

ثم ان جساس بن مرة ركب فرسه فركض ليؤذن أصحابه، فمر على مهلهل وهو وهمام بن مرة يضربان بالقدح، وكانا متصافيين متوافقين لا يكتم واحد منهما صاحبه شيئاً أبداً، فلما رآه همام قال: هذا جساس وقد جاء لسوءة والله ما رأيت فخذه خارجةً قبل اليوم (٥) ، فلما دنا من همام أخبره الخبر ثم مضى، وعاد همام


(١) الأغاني: هيلة.
(٢) في إحدى الروايات أنه قال: ما عقلت استسقاءك الماء منذ ولدتك أمك إلا ساعتك هذه.
(٣) تجاوزت شبيثاً والاحص: في جمهرة العسكري ١: ٢٧٩ (وزاد فيه: وماءهما) والميداني ١: ٩٦ والمستقصى: ١٨٨.
(٤) المثل: أشام من البسوس (أو أشأم من سراب) في جمهرة العسكري ١: ٥٥٦ والدرة الفاخرة ١: ٢٣٦، ٢٣٧، والفاخر: ٩٣ والوسيط: ٤٦ وفصل المقال: ٥٠٤ والميداني ١: ٢٥٤ والمستقصى: ٧٢ واللسان (بسس) وثمار القلوب: ٣٠٧ والأغاني ٥: ٣٠.
(٥) في إحدى الروايات أن أخت جساس هي التي قالت ذلك: " والله ما خرجت ركبتاه إلا لأمر عظيم " وإن الذي نقل الخبر إلى همام هو إحدى الإماء.

<<  <   >  >>