للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يرمي بأكثر من سهمين، ولا يستجيره رجل أبداً إلا أجاره، ولا يغتر رجلاً حتى يؤذنه، فهاجا بالرجلين وهما في ظل طلحة، واذا هما من بني أسد ثم من بني فقعس، فلما رأى اوفى أحدهما قال له: استمسك فانك معدو بك، أي محمول، فقال الاسدي: انك لا تعدو بعير أمك وانما تعدو بليث مثلك يجد بالمصاع كوجدك فقال اوفى بن مطر: يا شهاب ارم فان يده في غمة، قال الاسدي (١) :

لا تحسبن أن يدي في غمه (٢) ... (٣) في قعر نحي أستثير حمه

ليس لواحد علي (٤) منه ... ألا ولا اثنين ولا أهمه إلا الذي وصى بثكل أمه ... فقال اوفى بن مطر:

دع الرماء واقترب هلمه ... إلى مصاعٍ ليس فيه جمه فذاك عندي ابن العجوز الهمه ... نصب ابن على النداء.

فرى أوفى بن مطر الاسدي فصرعه، ورمى شهاباً الاسدي الآخر فصرعه، فقال الآخر: جواراً يا أوفى، فقال له: على مه؟ قال: على أحد الفرسين وأحد البعيرين وعلى أن نداوي صاحبينا، فأيهما مات قبل قتلنا به صاحبه، فواثقا على ذلك، وانطلقا بهما وهما جريحان، حتى نزلا على وشل بجبلة الذي يقال له شعب جبلة، فمكثوا بذلك أربعتهم زماناً يغيرون ثم يأتون بغنيمتهم على جبلة فيقسمونها، فقال اوفى بن مطر في ذلك لجابر بن عمرو يعيره فراره (٥) :


(١) الرجز في اللسان (تمم، حمم) .
(٢) الغمة: قعر النحي وجوف الجراب.
(٣) الحمة: ما رسب في أسفل النحي؛ وزاد في اللسان " امسحها بتربة أو ثمة " والثمة: طبق يعمل من أغصان الشجر.
(٤) العسكري: على إمه؛ ونسب الرجز لاوفى.
(٥) منها بيتان في جمهرة العسكري ٢: ٩٧.

<<  <   >  >>