للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وركب الشادخة (١) المحجله ... وكان في جاراته لا عهد له فأي فعلٍ سيءٍ لا فعله ... وقال لحرملة بن عسلة أخي بني بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة: اهج الحارث، وكانت أم حرملة امرأة من غسان فقال حرملة بن عسلة:

ألم ترأني بلغت المشيبا ... لدى دار قومي عفاً كسوبا

وأن الاله تنصفته ... بأن لا أعق وأن لا أحوبا أي عبدته، والناصف: الخادم، قال الشاعر:

وتلقى حصان تنصف ابنة عمها ... كما كان يلقى الناصفات الخوادم

وأن لا (٢) أكافر ذا نعمةٍ ... (٣) وإلا أخيبه مستثيبا

وغسان قوم هم (٤) والدي ... فهل ينسينهم أن أغيبا

فأوزع بها بعض من يعتريك ... فان لها من معد كليبا يقال: كلب وكليب مثل معز ومعيز، والإيزاع: الإغراء.

وأن لخالك مندوحة ... وإن عليك بغيب رقيبا فلما كان حين سار المنذر بن ماء السماء إلى الحارث بن جبلة فالتقوا بعين أباغ، فقتل المنذر بن ماء السماء وهزم جيشه، وكان فيهم أخلاط من العرب من ربيعة ومضر وغيرهم، فكان ابن عسلة في الجمع يومئذ مع المنذر فأسر هو، فأحسن إليه الحارث بن جبلة وحمله وكساه وخلى سبيله، وكان في جيش المنذر يومئذ رجل من بني حنيفة، يقال له عمرو بن شمر بن عمرو، إنما خرج متوصلاً بجيش المنذر يريد أن يلحق بأخواله من غسان، وكانت أمه منهم، فرأى مصرع


(١) يريد أنه أتى فعلة مشهورة قبيحة.
(٢) العسكري: اكاثر.
(٣) عند العسكري: وألا أرد امرءاً مستثيباً.
(٤) العسكري: وغسان قوم هم ما هم.

<<  <   >  >>