للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد كان رجل من بني تغلب يقال له امرؤ القيس بن أبان قال لمهلهل، حين أراد يقتل بجيراً: لا تقتل هذا الفتى فان أباه اعتزل هذا الأمر ولم يدخل فيه، فلما أبى مهلهل إلا قتله قال ذلك التغلبي: والله ليقتلن بهذا الفتى رجل لا يسأل عن امه، يعني بشرفها هي أعرف من ذلك، فالتقى الحيان بكر وتغلب، وأبو بجير فيمن شهد القتال يومئذ، فرأى فارساً من أشد الناس فحمل عليه فأخذه أبو بجير فقال: ويلك دلني على أحد ابني ربيعة مهلهل أو عدي (١) قال: فما لي إن دللتك على أحدهما؟ قال: أخلي عنك؟ قال: فالله لي عليك بذلك؟ قال: نعم فلما استوثق منه قال: فاني عدي بن ربيعة، قال أبو بجير: فأحلني على امرىء شريف كريم الدم، قال: فأحاله على عمرو بن أبان (٢) بن كعب بن زهير، فحمل عليه أبو بجير فقتله، فقال أبو بجير في ذلك:

لهف نفسي على عدي وقد أش؟ ... (٣) عب للموت واحتوته اليدان

طل من طل في الحروب ولم أو ... تر بجيراً أباته ابن آبان

فارس يضرب الكتيبة بالسي؟ ... ف وتسمو أمامه العينان ثم إنه أتى على ذلك ما شاء الله أن يأتي.

ثم أغار كثيف (٤) بن زهير التغلبي على بكر بن وائل فهزموه، فلحق به مالك وعمرو ابنا الصامت من بني عامر بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة، فلما رآهما كثيف - وكان رجلاً شديد الخلق - ألقى سيفه فتقلده مالك بن الصامت، وهو ابن كومة،


(١) يفهم من رواية الأغاني ٥: ٤١ أن عدياً هو مهلهل نفسه، وقد فرق بينهما المفضل في روايته فيما تقدم.
(٢) في الأغاني أنه احاله على امرئ القيس بن أبان.
(٣) رواية البيت في الأغاني والعقد:
لهف نفسي على عدي ولم أع ... رف عدياً إذ أمكنتي اليدان (٤) فصل المقال: ٥٠١ كنيف بن عمرو التغلبي.

<<  <   >  >>