للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم ظعنوا وبالقوم مسكة غير كعب، فنزلوا فاقتسموا الماء، فلما بلغ كعباً نصيبه وادركه الموت إليه النمري فقال: اسق اخاك النمري يصطبح، فشرب النمري نصيبه، وأدركه الموت فنزل فاكتن في أصل شجرة فقيل له: إنا نرد الماء غدا فرد كعب إنك وراد (١) فأرسلها مثلاً، وقال الفرزدق (٢) :

وكنا كأصحاب ابن مامة إذ سقى ... أخا النمر العطشان يوم الضجاعم

اذا قال كعب هل رويت ابن قاسط ... يقول له زدني بلال الحلاقم

وكنت ككعب غير ان منيتي ... تأخر عني يومها بالأحارم وقال مامة بن عمرو (٣) :

أوفى على الماء كعب ثم قيل له ... رد كعب إنك وراد فما وراد

ما كان من سوقةٍ أسقى على ظمأ ... (٤) خمراً بماء إذا ناجودها بردا

من ابن مامة كعبٍ ثم عي به ... زو المنية الا حرة وقدا أي لم تهتد المنية إلى قتله إلا بالعطش.

وقال أبو كعب:

أمن عطش الدهنا وقلة مائها ... بقايا النطاف لا يكلمني كعب

فلو أنني لاقيت كعباً مكسراً ... بأنقاء وهب حيث ركبها وهب

لآسيت كعباً في الحياة التي ترى ... فعشنا جميعاً أو لكان لنا شرب


(١) قد جاء هذا المثل في المصادر غير منفصل عما قبله بصيغة ((رد كعب..)) .
(٢) ديوان الفرزدق ٢: ٢٩٨.
(٣) الأبيات في كتب الأمثال والسمط: ٨٤٠ والمعاني الكبير: ٨٥١ والأزمنة والأمكنة: ٢: ٢٦ واللسان (وقد، روى) .
(٤) الناجود: الباطية.

<<  <   >  >>