للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تمرد مارد وعز الأبلق (١) ، فأرسلت قولها مثلاً.

وكان جذيمة الأبرش (٢) رجلاً من الأزد، وكان ملكا على الحيرة وما حولها، وكان ينزل الانبار، وكان فيما يقال من احسن الناس وجهاً وأجملهم، فذكر أن يخطبها وكان له ربيب ومولى يقال له قصير، وكان رجلاً لبيباً عاقلاً فنهاه عنها وقال: إنه لا حاجة لها في الرجال، قال: وكان جذيمة أول من احتذى النعال ورمى بالمنجنيق ورفع له الشمع، فعصى قصيراً وكتب إليها يخطبها ويرغبها فيما عنده، فكتبت اليه: أن نعم وكرامة، أنا فاعلة، ومثلك رغب فيه، فإذا شئت فاشخص إلي فدعا قصيراً وسار، حنى إذا كان بمكان فوق الأنبار يقال له البقة، فدعا نصحاءه فشاوروهم فيها، نهاه قصير، ورأى أصحابه هواه فزينوها له، فقال قصير حين رآه قد عزم: لا يطاع لقصير رأي (٣) ، فأرسلها مثلاً.

ومضى اليها في ناس كثير من أصحابه فأرسل اليها يعلمها انه قد اتاها، فهيأت له الخيول وقالت: استقبلوه حين يدنو، وقالت: صفوا صفين فاذا دخل بين صفيكم فتقوضوا عليه، فليسر من مر عليه خلفه حتى ينتهي إلى باب المدينة. وذكر أن قصيراً قد كان قال له حين عصاه وأبي إلا إتيانها إن استقبلك الخيل فصفوا لك صفين فتوقض من تمر به من خلفك فان معك العصا فرسك، وانها لا


(١) المثل في فصل المقال: ١٣٠ وجمهرة العسكري ١: ٢٥٧ والعقد ٣: ٩١ والميداني ١: ٨٤ وجمهرة ابن دريد ١: ٣٢٠، ٢: ٢٥٧ والوسيط: ٨٧ وهو يضرب مثلاً للعزيز المنيع الذي لا يقدر على اهتضامه.
(٢) قصة جذيمة الأبرش والزبا في الأغاني ١٥: ٢٥١ والخزانة ٣: ٢٧١ - ٢٧٢، ٤٩٧ - ٤٩٩ وابن الأثير ١: ٣٤٢ ومروج الذهب ٣: ١٩٠ والطبري ١: ٧٤٦ - ٧٧٠ ومعاهد التنصيص ١: ٣١٢ وسرح العيون ٧٧ - ٨١ وشرح البسامة: ٩٨ والأوائل: ٥٩ وكتب الأمثال، وسترد الإشارة إليها عند كل مثل على حدة.
(٣) المثل في جمهرة العسكري ١: ٢٣٤، ٢: ٣٩٤ والميداني ٢: ١٢٦ والمستقصي: ٢٨٤ وورد عند العسكري ٢: ٢٠٣ ليس لقصير أمر.

<<  <   >  >>