للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تمنى أخيراً أن يكون أطاعني ... وقد حدثت بعد الأمور أمور وقال المخبل السعدي:

يا أم عمرة هل هويت جماعكم ... ولكل من يهوى الجماع فراق

بل كم رأيت الدهر زيل بينه ... من لا تزايل بينه الأخلاق

طلب ابنة الزبا وقد جعلت له ... دوراً ومسربةً لها أنفاق وقال المتلمس (١) :

ومن حذر الأيام ما حز أنفه ... قصير وخاض الموت بالسيف بيهس

نعامة لما صرع القوم رهطه ... تبين في أثوابه كيف يلبس وقال أبو النجم حبيب بن عيسى: كان جذيمة قال لندمائه بلغني عن رجل من لخم يقال له عدي بن نصر ظرف وعقل، فلو بعثت إليه فوليته كأسي، قالوا: الرأي رأي الملك، فبعث إليه فأحضره وصير إليه أمر كأسه والقيام على ندمائه، فأبصرته رقاش أخت جذيمة فأعجبت به، فبعثت إليه: إذا سقيت القوم فامزج لهم واسق الملك صرفاً، فإذا أخذت الخمر منه فاخطبني إليه، ففعل، وأجابه الملك وأشهد عليه القوم، وأدخلته عليها من ليلتها فواقعها، واشتملت على حمل، وأصبح جذيمة فرأى به آثار الخلوق، فقال: ما هذه الآثار يا عدي؟ فقال: آثار العرس برقاش، فزفر جذيمة وأكب على الأرض واغتم يفكر في الأرض، وأخذ عدي مهلة فلم يحس له أثر، وبعث جذيمة إلى رقاش (٢) :

خبريني رقاش لا تكذبيني ... أبحر زنيت أم بهجين

أم بعبد فأنت أهل لعبد ... أم بدون فأنت أهل لدون


(١) انظر ما تقدم رقم: ٢٨.
(٢) انظر الأغاني ١٥: ٢٥٠ وما بعدها حيث ترد هذه الرواية مع اختلافات يسيرة، وجمهرة العسكري ١: ٥٤٧ والميداني ٢: ٥٦.

<<  <   >  >>