للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

برحل باتت (١) ، قال لقيم: وبرحلها باتت لقم (٢) ، فذهب قولاهما مثلاً.

ثم أنهما سارا فأغارا فأصابا إبلاً، ثم انصرفا نحو أهلهما، فنزلا فنحرا ناقة، فقال لقمان للقيم: أتعشي أم أعشي لك؟ قال لقيم: أي ذلك شئت، قال لقمان: اذهب فارع إبلك حتى النجم قم (٣) رأس، وحتى ترى الجوزاء كأنها قطا نوافر (٤) ، وحتى ترى الشعرى كأنها نار، فإلا تكن عشيت فقد آنيت (٥) ، فقال له لقيم: نعم واطبخ أنت لحم جزورك، فإز ماء واغله حتى ترى الكراديس كأنها رؤوس شيوخ (٦) صلع، وحتى ترى الضلوع كأنها نساء حواسر، وحتى ترى الوذر (٧) كأنها قطا نوافر، وحتى ترى اللحم غطياً وغطفان (٨) ، فالا تكن أنضجت فقد آنيت؛ فانطلق لقيم في إبله، ومكث لقمان يطبخ لحمه، فلما أظلم لقمان وهو بمكان يقال له شرج - وهو اليوم ماء لبني عبس - قطع سمرات من شرج فأوقد النار حتى أنضج لحمه، ثم حفر دونه خندقاً فملأه ناراً ثم واراها، فلما أقبل لقيم إلى مكانهما عرف المكان وأنكر ذهاب السمر فقال: أشبه شرج شرجاً لو إن أسيمرا (٩) ، فأرسلها مثلاً.


(١) في فصل المقال: ٢٢٦ كأن برحلها باتت فقم (وفقم اسم ناقة لقيم) .
(٢) لم يورده البكري.
(٣) فصل المقال: قمة.
(٤) فصل المقال: كأنها قطار.
(٥) أنيت: تأخرت.
(٦) فصل المقال والميداني: رجال.
(٧) فصل المقال: الودك؛ وما هنا شبيه لما في الميداني؛ والوذر: قطع صغيرة مناللحم.
(٨) فصل المقال: وكأن قدرك تدعو غنياً وغطفان (يعني من شدة عليها) ؛ الميداني: وحتى ترى اللحم كأنه غطفان يقول: غط غط.
(٩) المثل في فصل المقال: ٢٢٦ والميداني ١: ٢٤٥ وجمهرة العسكري ١: ٦٢ والمستقصي: ٧٨ واللسان شرج) ال البكري: ولم يرد بشرج في هذا المثل إلا واحد الشراج وهي مجاري الماء من الحرار غلى السهولة، واسيمر تصغير أسمر جمع سمر وهو من شجر الطلح.. وخبر أن محذوف كأنه قال: هنالك أو ثم.

<<  <   >  >>