للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمه: لا يخرج صعصعة ويقعد كعب، اخرج يا هبيرة، قال: لا والذي يحج إليه على الركاب، قال: فاخرج أنت يا كعب، قال: وألية الفتى هبيرة لا أفعل، فألح على صعصعة فقالت أمه: ليس لك من شيخك إلا كده، فاخرج والله ما تصلح لغيرها، قال: إذاً والله أحسن رعايتها اليوم، فخرج حتى اضطرها إلى أصل علم، ووافق ذلك نفور الناس من عكاظ، فجعل لا يمر به جمع إلا حبسهم حتى إذا توافى بشر كثير أمرهم فانتهبوا غنمه، وسخطت الناقمية ما صنع ففارقته، فذلك قوله (١) :

أجد فراق الناقمية فانتوت ... أم البين يحلولي لمن هو مولع

لقد كنت أهوى الناقمية حقبة ... وقد جعلت أقران (٢) بين تقطع

فلولا بنياها: هبيرة إنه ... بني الذي يشفي سقامي وصعصع

لكان فراق الناقمية غبطة ... وهان علينا وصلها حين تقطع وزعموا أن سعد بن زيد مناة بن تميم كان تزوج رهم بنت الخزرج بن تيم الله بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، وكانت من أجمل الناس، فولدت له مالك ابن سعد وعوفاً، وكان ضرائرها إذا ساببنها يقلن: يا عفلاء فقالت لها أمها: ساببنك فابدئيهن بعفال (٣) فسابتها بعد ذلك امرأة من ضرائرها، فقالت: يا عفلاء، فقالت ضرتها رمتني بدائها وانسلت (٤) فأرسلتها مثلاً.


(١) منها بيتان في نوادر أبي زيد: ١٦٠.
(٢) النوادر: آسان؛ وهي قوى الحبل.
(٣) في فصل المقال: ٩٢: اجبهيهن بعفالِ سُييتِ، وذلك مثل.
(٤) فصل المقال: ٩٢ والميداني ١: ١٩٢ وجمهرة العسكري ١: ٤٧٥ والفاخر: ٥٠ والمستقصى: ٢٢٠ والحيوان ١: ١٦ واللسان (سلل، عفل) . والعبدري: ٢٥٩.

<<  <   >  >>