للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وزعم بعضهم انه هاج الرهان رجل من بني النعتم (١) بن قطيعة بن عبس يقال له سراقة راهن شباباً من بني بدر، وقيس غائب، على أربع جزائر من خمسين غلوة - الغلوة ما بين ثلاثمائة ذراع إلى خمسمائة ذراع - فلما جاء قيس كره ذلك وقال: إنه لم ينته رهان قط إلا إلى شر. ثم أتى بني بدر فسألهم المواضعة فقالوا: لا حتى تعرف (٢) لنا سبقنا، فان أخذنا فحقنا وان تركنا فحقنا، فغضب قيس ومحك (٣) ، وقال: أما إذ فعلتم فأعظموا الخطر وأبعدوا الغاية، قالوا: فذاك لك، فجعل الغاية من واردات إلى ذات الإصاد، وتلك مائة غلوة، والثنية فيما بينهما، وجعلوا القصبة في يدي رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له حصين ويدي (٤) رجل من بني العشراء (٥) ، من بني فزارة وهو ابن أخت لبني عبس، وملأوا البركة ماء، وجعلوا السابق أول الخيل يكرع فيها.

ثم إن حذيفة وقيس بن زهير أتيا المدى الذي أرسلن منه (٦) ينظران إلى الخيل كيف خروجها منه فلما أرسلت عارضاها فقال حذيفة: خدعتك يا قيس، قال قيس: ترك الخداع من أجرى من مائة غلوة (٧) ، فأرسلها مثلا. ثم ركضا ساعة فجعلت خيل حذيفة تنزق خيل قيس فقال حذيفة: سبقت يا قيس، فقال قيس جري المذكيات غلاب (٨) ، فأرسلها مثلاً. ثم ركضا ساعة فقال حذيفة: انك لا


(١) في طبعة الجوائب: المغنم؛ وما اثبته رواية النقائض؛ وفي الأغاني: المعتمر.
(٢) الأغاني: نعرف سبقنا؛ النقائض: يعرف.
(٣) محك: لج في الكلام؛ وفي طبعة الجوائب: فضحك، ولا معنى له.
(٤) النقائض والأغاني: ويقال.
(٥) طبعة الجوائب: العشيراء، واثبت ما في النقائض والأغاني.
(٦) طبعة الجوائب: أرسل فيه.
(٧) غلوة: سقطت من النقائض والأغاني؛ والمثل يتم دونها؛ انظر جمهرة العسكري ١: ٢٦٨ وفصل المقال: ١٥٤ والميداني ١: ٨١ والمستقصي: ١٩٠ والفاخر: ٢١٨.
(٨) انظر جمهرة العسكري ١: ٢٩٩. والميداني ١: ١٠٦ والمستقصي: ١٩٩ واللسان (ذكا) وفصل المقال: ١٢٧ والفاخر: ٢١٨ والزاهر ٢: ٣٧٧ والخزانة ٣: ٥٢٠.

<<  <   >  >>