للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سرف (١) ، فحبسه قومه من الهجرة.

ثم إن أبا جهل والحارث بن هشام أتيا المدينة وكلما عياش بن أبي ربيعة، وكان أخاهما لأمهما وابن عمتهما، وأخبراه أن أمه قد نذرت أن لا تغسل رأسها، ولا تستظل حتى تراه، فرقت نفسه فرجع معهما، فكتفاه في الطريق وبلغاه مكة فحبساه بها مسجوناً، إلى أن تخلص بعد ذلك فهاجر إلى المدينة (٢) .

وكان من جملة القادمين مع عمر بن الخطاب أخوه زيد بن الخطاب، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمر وعبد الله ابنا سراقة بن المعتمر، وكلهم من بني عدي بن كعب؛ وواقد بن عبد الله التميمي، وخولى، ومالك بن أبي خولى من بني عجل بن لجيم، حلفاء لبني عدي، وخنيس بن حذافة السهمي، وكان متزوجاً بحفصة أم المؤمنين بنت عمر، رضي الله عنه، ونزلوا بقباء على رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر (٣) في بني عمرو بن عوف.

ثم قدم بن عبيد الله، فنزل هو وصهيب بن سنان، على خبيب ابن إسافن في بني الحارث بن الخزرج بالسنح (٤) ، ويقال: بل نزل


(١) التناضب: بضم الضاد، وقيده الوقشي بكسرها (انظر الخشني ١: ١٢٥) والأضاة: بفتح أوله - كما ضبطه البكري - يمد ويقصر، وهو لغة: الغدير يجمع من ماء المطر، وسرف: بفتح أوله وكسر ثانيه - كما ضبطه البكري - موضع بين مكة والمدينة على ستة أميال من مكة من طريق مر.
(٢) هذه الفقرة والتي قبلها مما نقله ابن سيد الناس عن أبي عمر بن عبد البر، وأوردها ابن حزم بتصرف يسير.
(٣) في الأصل: زنير، انظر التعليق رقم ٥ ص: ٨٦.
(٤) السنح: بالضم ثم السكون، وضبطه البكري بضم أوله وثانيه بعده هاء مهملة: أطم لجشم وزيد ابني الحارث، على ميل من المسجد النبوي، وكان فيه منزل أبي بكر الصديق رضي الله عنه. (انظر السمهودي ٢: ٣٢٥) .

<<  <   >  >>