للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمربع بن قيظي، وكان منافقاً ضرير البصر، فقام الفاسق يحثو التراب في وجوه المسلمين، ويقول: إن كنت رسول الله فإني لا أحل لك أن تدخل حائطي، وزاد في القول، فابتدره القوم ليقتلوه، فقال: لا تقتلوه، فهذا الأعمى أعمى القلب أعمى البصر. وضربه سعد بن زيد أخو بني عبد الأشهل بقوسه، فشجه في رأسه.

ونفذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل (١) الشعب من أحد، في عدوة الوادي إلى الجبل (٢) ، فجعل ظهره إلى أحد، ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم؛ وقد سرحت قريش الظهر والكراع في زروع بالصمغة من قناة للمسلمين (٣) ؛ وتعبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال، وهو في سبعمائة؛ وقيل: إن المشركين كانوا في ثلاثة آلاف، فيهم مائتا فرس، وقيل: كان في المشركين يومئذ خمسون فارساً. وكان رماة المسلمين خمسين رجلاً، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة عبد الله بن جبير، أخا بني عمرو بن عوف من (٤) الأوس، وهو أخو خوات بن جبير، وعبد الله يومئذ [معلم] (٥) بثياب بيض. فرتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلف الجيوش، فأمره أن ينصح المشركين بالنبل، لئلا يأتوا المسلمين من ورائهم. وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين (٦) ، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، أخي بني عبد الدار.


(١) في الأصل: ترك.
(٢) في هامش النسخة: هو جبل في أحد يسمى جبل الرمي.
(٣) الظهر: الإبل. والكراع: الخيل.
(٤) في الأصل: بن الأوس.
(٥) زيادة من ابن هشام ٣: ٧٠.
(٦) ظاهر بن درعين: ليس إحداهما فوق الأخرى.

<<  <   >  >>